خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ورحل رفيق آخر..

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة توفي أمس الأول أحد اصدقاء العمر الدكتور سليمان دحابرة جراح الكلى والمسالك البولية، رفيق الدرب في الجامعة في مصر وفي رابطة الطلبة الاردنيين في القاهرة وفي هيئة تحرير مجلتها ((الرابطة)) وفي التنظيم الطلابي الماركسي آنذاك، وزميل العمل في بدايات وزارة الصحة أواسط القرن الماضي، أما في اواخر العمر فكان رفيق الزيارات التفقدية الحميمة التي كنا نقوم بها معاً للاصدقاء من كبار السن (!) امثال الراحلين الزملاء نبيه معمر ونوفان الحمود ووليد بسيسو ونبيه الشوارب وموفق الفواز الزعبي وجميل بدور..

عزائي فيه اليوم أنني كتبت عنه في حياته وفرح حقاً بما كتبت، ثم التقط الخيط الاستاذ احمد ابو خليل على موقعه الالكتروني ((زمانكم)) فكتب عنه صفحات تضاف الى التاريخ ((الحقيقي)) لبعض ابناء هذا الوطن.

كان مقالي بعنوان ((من التاريخ.. شاعر اردني في معركة بورسعيد !)) الرأي 16 /5/ 2017 وقلت فيه: ((يظل من الممتع والمفيد ان نستعيد ذكرياتنا حتى لو ناف عمرها على نصف قرن، وتزداد هذه الذكريات ألقاً حين تكون بين اصدقاء وزملاء ورفاق عاشوا مرحلة من العمر والدراسة والعمل السياسي تميزت بالحيوية والغليان كتلك التي مرت بمصر بعد ثورة يوليو 1952 وبلغت ذروتها في تأميم قناة السويس عام 1956 وما أعقبها من جنون الدول الكبرى التي كانت تسيطر على القناة وتنهب مواردها حتى قررت في نهاية المطاف أن تنفذ مخططها الغادر بشن الحرب التي عرفت بالعدوان الثلاثي على مصر عندما رفَضَ عبد الناصر التراجع عن قراره الوطني ولم يخضع لتهديداتها وابتزازها..

في ذلك الوقت كنا نحن الثلاثة د. جميل بدور ود. سليمان دحابرة وأنا ندرس الطب في مصر، وحين التقينا في الاسبوع الماضي نتبادل الذكريات كآخر من تبقى من طلاب ذلك الجيل الذين كانوا قد تخرجوا للتو من الجامعة بعد أن شهدوا فرحة المصريين العارمة بقرار التأميم فرقصوا معهم في الشوارع والميادين، أو كانوا على وشك التخرج فانخرطوا كغيرهم من الطلاب العرب مع باقي فئات المجتمع المصري في اخذ دورٍ ما في مقاومة العدوان الثلاثي بالمظاهرات والمسيرات والمهرجانات أو التطوع للقتال أو التبرع بالدم أو المال، وشاركوا الحركة الفكرية التي نشطت نشاطا فائقا فدخلت المعركةَ الى جانب القيادة السياسية قياداتٌ ثقافية كثيرة مرموقة وظهرت أعداد كبيرة من المبدعين في مختلف الحقول الفنية..

والطريف الذي كشفت عنه ذكرياتاتنا ان جميلاً خاطب سليماناً بأن ناداه: ((يا شاعرنا الوطني)) وهو اللقب الذي كنا نناديه به اثناء حراكنا السياسي في القاهرة، وذلك ما جعله يقص علينا بتواضع شديد حكاية قصيدته التي نظمها اثناء العدوان الثلاثي ونشرتها له مجلة ((الادب)) المصرية تحت عنوان (يا بورسعيد / للشاعر الاردني سليمان دحابرة) الى جانب قصيدة صلاح جاهين ((والله زمان يا سلاحي)) وذلك في عدد نوفمبر 1956 الذي مازال يحتفظ بنسخة منه، لكننا لم نسال صديقنا لماذا توقف بعد ذلك عن قرض الشعر بل واصلنا تبادل ذكريات اخرى وكيف كنا قد شاركنا قبلها بسنوات حاملين العلم الاردني في مظاهرات طلاب الجامعة احتجاجاً على اعتداء القوات البريطانية المقيمة في القاعدة العسكرية بقناة السويس في 25 يناير 1952 على البوليس المصري بالاسماعلية وما اعقبها من غضب ثوري صاخب في الشارع المصري أجهضته مؤامرة حريق القاهرة في مساء اليوم التالي (26 يناير) بهدف الاطاحة بحكومة الوفد التي كان الشعب في العام الفائت قد انتخبها باغلبية كاسحة، وكمبرر لحل البرلمان وفرض الاحكام العرفية وقمع اي تحرك سياسي شعبي معارض، لكن النتيجة المفاجأة جاءت بعد ستة اشهر بانفجار ثورة 23 يوليو 1952..

وبعد.. فان هذه الذكريات ليست ضرباً من الثرثرة يتسلى بها ((كبار السن))، إنما هي جزء من الرواية المعاشة التي ينبغي ان تتاح لابناء وبنات الاجيال اللاحقة كي يتداولوها، ومن حقهم إن لم يكن من واجبهم، ان يضموا اليها ذكرياتهم الخاصة بمرحلتهم فهي بمجموعها تشكل على ارض الواقع.. التاريخ الحقيقي للوطن )).

وداعاً سليمان دحابرة..
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF